من الكتب النافعة الجديرة بالعناية. وكان الباعث على تأليفه هو الرد على كتاب الكوثري "تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب"، والذي دفع الكوثري إلى تأليفه تعصبه للإمام أبي حنيفة وجموده المذهبي؛ فتعقب ما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه في ترجمة أبي حنيفة من الروايات التي تغض من أبي حنيفة، فدافع عن أبي حنيفة وذب عنه، وليته اقتصر على ذلك، بل تجاوزه إلى الطعن في أئمة السنة ونَقَلتها، بل طعن حتى في بعض الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة؛ مالك والشافعي وأحمد، وصحح بعض الأحاديث الضعيفة، وضعف بعض الأحاديث الصحيحة، مع تخليطه في القواعد، وعدم الأمانة العلمية، فَألَّف المعلمي "التنكيل" للرد عليه، ولكنه عجل للقراء نموذجًا من مغالطاته طبع باسم (طليعة التنكيل)، ذكر فيها نماذج من مغالطات الكوثري ومجازفاته وجعلها ثمانية فروع مختلفة، وقد انتقد الكوثري هذه الطليعة في رسالة سماها (الترحيب بنقد التأنيب) ثم طبع (التنكيل) مضمنًا لطليعته، فكان فيه الردود الكافية الشافية مع التحقيقات العلمية العقدية والحديثية وغيرها من الفوائد النفيسة.